الأخطاء الشائعة في اللغة العربية

معين العماطوري
معين العماطوري

قصي مروان طرابيه

تسعى لغتنا العربية إلى مواكبة مسيرة التقدم والتطور دائماً، فلم تقف مكتوفة الأيدي، وإنما استطاعت أن تلبي احتياجات الناطقين بها على مر العصور، ولهذا نجد أن لغتنا العربية تتربع بين اللغات الأكثر الشعبية حول العالم، ويتحدثها قرابة ٥٥٠ مليون نسمة نحو ٣٠٠ مليون منهم تعد العربية لغتهم الأم، ونحو ٢٥٠ مليون يتخذونها لغة ثانية، وهي بهذا تحتل المرتبة الرابعة بين لغات العالم في عدد المتحدثين بعد الصينية، والإنكليزية والإسبانية[1]

فمن واجبنا نحن الناطقين باللغة العربية أن نعمل جاهدين على تطويرها وتنميتها بما يتناسب ويتلاءم مع خصائصها الأصلية وضوابطها اللغوية، مع الوقوف دائما في وجه التحديات التي تواجهها اللغة العربية وخصوصاً الأخطاء الشائعة التي رافقتها منذ نشأتها حتى يومنا هذا، وأولى تلك المحاولات في التصدي والوقوف أمام هذه التحديات وتصحيح الأخطاء اللغوية الشائعة كانت محاولة إمام أهل الكوفة الكسائي (ت ١٨٩ ه) في كتابه ( ما تلحنُ فيه العامة )، تم تلاه الكثير من النحويين والعلماء لعل أبرزهم كان ابن السكيت في ( إصلاح المنطق ) والحريري البصري في ( درةُ الغواصِ في أوهامِ الخواص ) وابن الجوزي في ( تقويم اللسان ) وغيرهم الكثير.

وقد تم حصر بعض الأخطاء الشائعة بعدد من الأنواع فمثلا:

١- الخطأ في استعمال حرف الجر:

كأن تستعمل (على) بدلا من (عن) في أجاب (عن) أو تستعمل (عن) بدلا من (على) في زاد على.

٢- التعدية بحرف الجر:

فالكثير من الأفعال قد تتعدى بحرف جر غير الصحيح أو أن يكون الفعل متعديا بنفسه مثلا !

٣- الفعل المعتل الناقص المسند إلى واو الجماعة :

وهنا يظهر الخطأ لفظا وليس كتابة، لأن الفعل المعتل الآخر إذا أسند إلى واو الجماعة حذف حرف العلة لالتقاء الساكنين (الواو وحرف العلة) إذا كان معتلا بالألف فُتِحَ ما قبل الواو للدلالة على الألف المحذوفة مثل سما ، سمَوا .

٤- الفعل المعتل المسند إلى التاء المتحركة:

كأن تقول ( رضوت ) بدلا من ( رضيت ) أو ( سميت ) بدلا من ( سموت ) .

٥- الألف الممدودة والمقصورة :

فقاعدة الأفعال والأسماء المعتلة بالألف الممدودة أو المقصورة تقول: إذا كان المضارع بالواو فالماضي بالألف الممدودة مثل سما يسمو، ونما ينمو، وإذا كان بالياء فالماضي بالألف المقصورة مثل رمى يرمي، وقضى يقضي.

٦- أفعال لا ترد إلا مبنية للمجهول :

وهي قليلة العدد كثيرة الاستعمال كاسم المفعول من الفعل توفى فكثيرا ما لفظنا الرجل المتوفي (اسم الفاعل) وهذا خطأ، لأن المتوفي هو الله تعالى، أما من يموت فهو المتوفى (اسم المفعول ) .

٨- أخطاء في الترجمة :

فالترجمة الحرفية الخاطئة للعربية جعلها من الخطأ، ويضاف إلى ذلك ضعف في تركيب الجملة نحوياً ولغوياً.

٩- الضبط :

وهذا لا يقتصر على مؤلفي كتب اللغة العربية فحسب لأن القراءة الخاطئة ناتجة عن الضبط غير الصحيح والقراءة السليمة تكون من الضبط السليم ومن أمثلة هذا: “يغرِس لا يغرُس، ويفرُش لا يفرِش، ويمزُح لا يمزِج” وغيرها.

يقول أبو منصور الثعالبي ( ت ٩٢٤ ه ) في كتابه ( فقه اللغة وأسرار العربية ) عن اللغة العربية أنها  ” أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد ….ولِما شرفها الله تعالى عز اسمه وعظمها ، ورفع خطرها وكرمها ، وأوحى بها إلى خير خلقه ، وجعل لسان أمينه على وحيه ، وخلفائه في أرضه ، وأراد بقضائها ودوامها حتى تكون في هذه العاجلة لخيار عباده ، وفي تلك الآجلة لساكني جنانه ودار ثوابه ، قيّض لها حفظة وخزنة من خواصه من خيار الناس وأعيان الفضل وأنجم الأرض ” ، وهذا دليل على أن حفظ اللغة العربية وصيانتها من الزلات واجب على كل ناطق بلسان الضاد ،واجب على كل من أحبها أن يعتني بها ويتبحر في معانيها ويغوص في أعماقها ويحميها كما يجب عليه أن يلم بقواعدها ويطبقها وعندها تعود لغتنا إلى أصلها النقي خاليةً من الأخطاء ويصبح الحديث بالعربية الفصحى محبباً وبسيطاً لدى شبابنا .

المصادر والمراجع:

– https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2023/12/18

العبري، خالد بن هلال ٦٠٠٢ أخطاء لغوية شائعة طبعة أولى مسقط: مكتبة الجيل الواعد.

العبيد، محسن، والمعري شوقي، ونعيم مزيد ٦١٠٢ النحو والأساليب اللغوية المعاصرة دمشق: منشورات جامعة دمشق.

مراد، يحيى ٩٠٠٢فقه اللغة وأسرار العربية للثعالبي طبعة أولى القاهرة: مؤسسة المختار للنشر والتوزيع.

[1] حسب تقرير أعدته قناة الجزيرة ونشرته عام ٢٠٢٣

شارك المقال
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *