الاقصاء لغة الواقع…والتفرد يفسد وحدة التنوع

معين العماطوري
معين العماطوري

معين حمد العماطوري

رئيس تحرير مجلة الشمعة

يبدو ان لغة الاقصاء والتفرد تجاوزا للغة العقل والمنطق، ومن المؤسف انها اليوم اللغة السائدة، ظنا من بعض المتوهمين انهم حققوا الانتصار، وهذا الانتصار إذا كان في مصلحة الوطن، وفق رؤيتهم فهو انتصار منقوص، لانه قائم على اقصاء وعدم احترام الاختلاف، علما ان الاختلاف حق مشروع، والاقصاء لغة الاستبداد…وقد حلم السوريون التخلص من حكم الاستبداد، وتحقق لهم ذلك في الثامن من شهر كانون يوم سقوط النظام الاسدي البائد…واعلان البيان رقم واحد…

لعل الامر بات اكثر وضوحا ان الوطن بدولته والدولة بمؤسساتها والمؤسسات في الادارة الناجحة، وبعد معاناة مع الفقر والجوع لم يعد لدى المواطن قدرة على التحمل سوء تفكير الدولة، وافراط المؤسسات بحقوق الناس،  وعجز الادارة عن تحقيق المطلوب، سواء بالوعود الحكومة الخلبية، او تبرير الاقصاء بوصفه نوع من انواع الحق كما يطرح بشعار لا علاقة له بالتحرير الوطني من يحرر يقرر، ولو كان ذلك كذلك لأول من تسلم السلطة والحكم في سورية سلطان باشا الاطرش ورفاقه الاماجد الذين حرروا سورية من الفرنسيين وعادوا الى بيوتهم فلاحين…إنما حق التعبير عن الراي هو مطلب من المطالب المشروعة …والا فان الحلم قد تبدد،  بحيث سقط النظام ولم يسقط مفهوم الاستبداد…

ان اللون الواحد سواء في الاختلاف او الائتلاف لا يجدي نفعا ولا يحقق تنمية اقتصادية وتقدما سياسيا واجتماعيا…لأنه اشبه بالنظام القبلي او العائلي وهو يعود بالتشرذم والانقسام والحقد والكراهية بين المكونات المحلية…

إذا السويداء تحتاج الى تنوع في مكوناتها حتى تتمثل، اما الاختيار الفردي دون معيار توافقي وعدم التشاور وتطبيق الشراكة في التنمية وصناعة القرار، لعمري هو موقف استبدادي بجدارة…والاستبداد لابد من مقاومته…

ربما سؤال يطرح هل يتحمل شارع السويداء مزيدا من اختناقات الراي؟

هل يجوز لمجتمع فيه من التنوع ما يشكل وحدة تعدد الاختلاف، ان يتم صناعة قراره بلون واحد؟

والاهم هل اللون الواحد يجدي نفعا بعد ان ضاق الوطن ضرعا من قرار الواحد المنقسم على الذات؟

ما يحدث بالسويداء يجعلنا امام مشهد فيه صراع البقاء لأبناء وطن امنوا بالوطنية الفطرية، وعاشوا في كنف العقل الجمعي والوعي الكلي…وهم اليوم فقدوا بوصلة القرار التشارك بسبب تفرد اللون الواحد في صناعة قرار المصير…الذي سيؤدي الى مزيد من الانقسام دون تدخل خارجي…او تفعيل نظرية المؤامرة…بل ضعف في الثقافة الوطنية وإدراك الكلي الجمعي…ما نأمله تحقيق الشراكة الوطنية في الموقف والقرار والمبدأ يقينا… الوطن ليس لك ولا لي …الوطن لي ولك معا

شارك المقال
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *