“الستيفا” اكتشاف علمي بيد أبناء جبل العرب

مجلة الشمعة
مجلة الشمعة - مجلة الشمعة

بقلم : معين حمد العماطوري

استطاع الباحث الدكتور “وسيم محسن” العمل على إدخال نبات “الستيفا” المعروف بأنه المحلي الطبيعي، والنبات المعجزة ذو الأوراق الحلوة، واللُغز المُحير والمنقذ لمرضى السكري.

حول الفوائد العلاجية لنبات “الستيفا” والعوائد الاقتصادية موقع الشمعة Thecandle وبتاريخ 30 ايلول 2024 التقت مع الباحث الدكتور “وسيم محسن” رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية بالسويداء في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية وبين قائلاً: «يعود تاريخ هذا النبات “الستيفا” إلى قرون ماضية بحيث تم اكتشافه في عام 1887 لأول مرة في مناطق “البراغوي” وعرف وقتها بالنبات الحلو بقي هذا النبات لغزاً محيراً حتى عام 1931 حيث قام عالمان كيميائيان فرنسيان بالحصول على مركب بللوري  أبيض نقي من هذا النبات سموه “ستيفوسيد” ووجدوا أن هذا المركب، أحلى من سكر الطعام ﺒ 300 مرة، وليس له أي تأثير سلبي على تركيز السكر في الدم أي لا يرفع تركيز السكر في الجسم، وهو علاج هام لمرضى السكري، فيما بعد حدد أن 2-3 ورقة منه كافية لتحلية كوب من الشاي أو القهوة وبعد هذا الاكتشاف بدأ تصنيف “الستيفيا” ضمن قائمة النباتات المعدة للتصدير، بحيث وصف نبات “الستيفيا” بالنبات ذو الأوراق الحلوة حيث يستخرج منها بعض “الغليكوسيدات” المسؤولة عن الطعم الحلو في الأوراق، بدورنا قمنا بإجراء بحث علمي لإكثاره في السويداء وذلك ضمن أعمال مركز البحوث العلمية الزراعية، بطريقة زراعة الأنسجة، ودرسنا طبيعته بيئياً وتوصلنا إلى أن هذا النبات لا يتطلب ظروف بيئية خاصة أو صعبة التحديد لذلك فقد نجحت زراعته في العديد من المناطق البيئة، وطرحنا نشر زراعته في معظم المحافظات السورية لأنه يعتبر هاماً كونه يجب أن يكون من النباتات الاستراتيجية التي تزرع بمساحات شاسعة بغية استثماره كمشاريع تنموية ذات عوائد اقتصادية عالية وبأقل التكاليف وزيادة في المردود، وهذا ما ينعكس إيجاباً على زيادة الدخل القومي من القطع الأجنبي في حال تم استثماره بشكل علمي دوائي وغذائي، ونستدل على ذلك من التجربة اليابانية والهندية بهذا الخصوص، ومعظم دول الاتحاد الأوربي التي اتجهت للتصنيع الصيدلاني والدوائي والغذائي من المادة الفعالة لهذه النباتات، ونحن بدورنا نعمل بعد اكتشاف مدى ملائمته للطبيعة المحلية ونجاح زراعته في السويداء وباقي المحافظات على اعتماده من أهم المنتجات المتنوعة».

وتابع الباحث الدكتور “وسيم محسن” بالقول: «يشكل هذا النبات عائد اقتصادي هام ويساهم بدعم الاقتصاد الوطني، إضافة إلى أن منتجاته يمكن تصديرها إلى جميع دول العالم، وإن البدء بزراعته وبمساحات شاسعة بهدف الاستخدام الصناعي له لان  المركب الفعال للنبات يستخدم في عدة مجالات أهمها تصنيع المربيات، اللبن، الآيس كريم، الشاي، معاجين الأسنان، أغذية الحميات، الأطعمة المالحة، الأغذية ذات الطعم اللاذع واستخدموه أيضاً كحبوب للتحلية وغيرها، أما طبيعته وتصنيفه فهو من النباتات المعمرة ويتطلب هذا النبات حرارة بين 15-38 درجة مئوية ورطوبة نسبية جيدة، وتم إدخاله محليا في سورية حديثاً وتعد الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ومركز البحوث بالسويداء أول من أدخل هذا النبات إلى سورية والجدير بالذكر أن البحث قمت به بمساعدة الزملاء المهندسة الزراعية خزامة القنطار، ومساعدة المهندس  ميساء عامر، واليوم نعمل على استثماره وفق خطة ممنهجة من قبل الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية ووزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لاستثماره بالشكل الأمثل».

وحول اهمية استثمار نبات “الستيفا” أوضح المهندس الزراعي “احمد حاتم” نقيب المهندسين الزراعيين بالسويداء الاسبق قائلاً: «بلا شك ما قدمه الباحث الدكتور “وسيم محسن” من إكثار نبات “الستيفا” في السويداء عملاً علمياً واكتشافاً حديثاً بحيث كان الدكتور وسيم محسن الرائد في إدخال هذا النبات على سورية خاصة ، وبدورنا كنقابة مهندسين رأينا في اكتشافه عائد اقتصادي هام جداً لو قيض استثماره من قبل وزارة الصناعة والزراعة والاقتصاد والصحة بحيث يساهم فعلياً بعد تصنيعه وطرحه في الأسواق العالمية والمحلية بزيادة الدخل القومي والناتج المحلي اقتصادياً لأهميته.  لمرضى السكري، واستخدامه لا يرفع تركيز السكر في الدم، وهذا ما يحتاج إليه مرضى السكري عامة، إضافة إلى تحويله لمنتوجات كالمربيات والآيس الكريم الطبيعي وغيرها، وهذا العمل له خصوصية محلية بالسويداء لأنه مركز الاكتشاف والإكثار، خاصة وأنه يتميز بأنه محلي طبيعي وعلاج طبيعي، بأقل التكاليف والأسعار، ولابد من دعوة أصحاب القرار في بلدنا الحبيب اتخاذ الخطوات الكفيلة لاستثمار هذا النبات الهام ونشر زراعته في عموم سورية».

شارك المقال
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *