بقلم : معين حمد العماطوري
بعد خمس سنوات من العمل ضمن برنامج سبل العيش الذي أطلقته مؤسسة عين الزمان للتنمية الاجتماعية الذراع الخيري لمشيخة عقل طائفة المسلمين الموحدين -دار الطائفة في الجمهورية العربية السورية، تحت شعار “الخير تكافل وتنمية”، توج بمرحلته الثانية بفتح بازار خيري بالسويداء، بمشاركة أكثر من ثلاثين تعاونيات تضم كل منها تسع سيدات يعملن في الصناعات الغذائية والحرف اليدوية، ويسهمن في تسويق المنتج المحلي.
افتتح سماحة الشيخ يوسف جربوع شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين، والسيد اللواء أكرم محمد علي محافظ السويداء، وفعاليات شعبية ورسمية واهلية ودينية، بازار الخير “تكافل وتنمية” الذي تقيمه مؤسسة عين الزمان للتنمية الاجتماعية بالسويداء، بمشاركة أكثر من مئة سيدة من النساء المعيلات لأسرهن واصحاب الهمم ومتلازمة الحب داون، وعدد من الجمعيات الأهلية.
أعمال متنوعة ضمها بازار “الخير” الثاني الذي يستمر نشاطه حتى الـ 26 من الشهر الحالي، قدمت فيه الجمعيات الأهلية تشكيلة من المنتجات الغذائية، كالكشك والمجففات، والدبس، والخبز، العربي، والألبان والأجبان والخل والمنظفات الصوفية وألعاب الأطفال، والإكسسوارات، والتحف، الفنية والأعمال التراثية.
اضاءة على برنامج سبل العيش:
أكد المدير التنفيذي لمؤسسة عين الزمان للتنمية الاجتماعية باسل نصر اعمال برنامج سبل العيش المستمر منذ خمس سنوات يحمل في مضمونه حكاية تعاونيّات خيرات الضيعة من ستّ سيّدات واجهنَ قسوة الظّروف الاقتصاديّة، ومسكنَ أيدي بعضهنَ في فتحِ منشأة تنتج أسبوعياً مختلف الأصناف الغذائيّة لتشكل لهنّ دخلاً وفيراً وعيشاً كريماً، حيث قدم برنامج منح تشغيلية لأسر وفق معايير وشروط محددة بهدف تحويلها الى اسرة مكتفية ذاتيا والاهم ابعادها عن مفهوم السلة الغذائية.
يهدف برنامج سبل العيش دعم وتشجيع النساء المعيلات والأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة السويداء، لتمكنهم اقتصادياً بتعزيز اعتمادهم على أفكارهم ومهاراتهم، وأنشطة مولدة للدخل، حيث استفاد منه ١٥٥٠ اسرة كمرحلة اولى، وتطور في المرحلة الثانية ضمن تطبيق النهج التشاركي بتعاونيات موزعة على تسعين قرية من قرى السويداء.
مرحلة اولى:
اشار “نصر” ان انواع المشاريع التي قدمت بين تجارية الى مشاريع دعم الثروة الحيوانية من اغنام وابقار ودواجن ونحل اضافة الى مشروع الذي اطلق بمسمى “الصناعات الغذائية” والهدف منه اعطاء قيمة مضافة للمواد الاولية المتوفرة في السويداء، عبر اعادة تصنيعها مثل احبان، عصائر، بهارات، والمخبوزات بأنواعها واصنافها المجففة، كان ذلك مرحلة اولى التي خضع فيها المتقدمون الى دورات تأهيلية لمدة تسعة ايام اكسبتهم معلومات حول اساليب المتنوعة في مجال الصناعات الغذائية من قبل اختصاصيين ليتم اقامة بازار سوق الخير في مقام عين الزمان بالسويداء.
المرحلة الثانية:
بعد نجاح المرحلة الاولى تم تطوير برنامج “سبل العيش” بالمرحلة الثانية وذلك من خلال متابعة الاسر التي استفادت بالمرحلة الاولى والتي اندرجت تحت مسمى مشاريع صغيرة، وبهدف تطوير عمل الوحدات الانتاجية، عملنا على تشكيل خمس عشرة تعاونية على مساحة المساحة المحافظة، تتكون كل تعاونية من ست سيدات اعطي لكل تعاونية منحة سابقة، واثبتوا رغبتهم الحقيقية بالعمل واجتازوا فترة الاختبار لمدة سنة حيث تم تقديم منحة اضافية لهذه الاسر بهدف توسع بمجال العمل وتحويلها الى مشاريع متوسطة، ليتم تتويج العمل بإقامة بازار الخير الثاني لهذه الاسر بغرض عرض منتجاتهم واكسابهم مجال اوسع في التسويق، حيث شارك في البازار اكثر من ثلاثين تعاونية مستهدفاً أكثر من ثلاثمائة أسرة في المرحلة الثانية منه، وتحقيق ريع لمشاريع باتت من المشاريع المتوسطة.

رؤية مستقبلية:
ضمن المرحلة الثالثة من المشروع بهدف دعم استدامة خمسة عشرة تعاونية للتصنيع الغذائي تم انشاءها في المرحلة الثانية والتي تضم تسعين مستفيدة تم تدريبهن خمسة وسبعون منهم على التصنيع الغذائي وخمس عشرة على الأعمال الإدارية والمحاسبية في المرحلة الأولى من المشروع لتطوير العمل وتحقيق التنمية المستدامة.
بدوره سماحة شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين في الجمهورية العربية السورية الشيخ يوسف جربوع أوضح أن هذه المبادرات تدعم شريحة هامة في المجتمع، وهي تشكل رديف حقيقي لتنمية المجتمع، وتعتبر تكليفاً دينياً واجتماعياً وإنسانياً في الوقوف مع الأهل وزيادة نسبة المنتجين على حساب المعونات التي لا يمكن أن تستمر، بل إرادة العمل وتطويره يجعل الديمومة والاستمرار أكثر فسحة في سد حاجة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
محافظ السويداء أكد أهمية هذا السوق الذي يبرهن عن نجاح مؤسسة عين الزمان في برنامج سبل العيش من خلال دعم المشاريع الصغيرة وتأمين فرص عمل لمعيلين لأسرهم وتقديم كافة مستلزمات المشاريع، مشيراً إلى تميز المحافظة بالأفكار المنتجة والتي تسهم في الحد من تفاقم الأزمة الاقتصادية، معبراً عن إعجابه بالمواد المعروضة التي تنم عن الخبرة والحب للعمل الخيري، مقدماً مساهمة شخصية للبازار بقيمة خمسين مليون ليرة.